فتاة توفيت في العشرون من عمرها, قبل وفاتها بخمس دقائق تشاجرت مع اخيها, فذهبت الى غرفتها مسرعة واستلقت والا بروحها البريئة تصعد الى السماء فما بعدها الا وصرخات امها واخواتها واخيها تضرب جدران المنزل قهرا من المفاجئة الشنيعة, دفنت الفتاة في المقبرة
بعد انتهاء العزاء وذهاب الناس راجع الاخ حساباته , فتذكر ما فعله بها
فذهب مهرولا الى المقبرة, صرخاته تيقظ هدوء الليل, دموعه تغسل وجهه قهرا وحزنا على فعلته النكراء وهو ضرب اخته قبل مماتها, جالسا بجانب تربتها يبكي ويبكي..
يطلب منها السماح,العفو
وصرخاته تعبر عن ندمه القاتل كاد الندم يقتله, ذهب صوته الى العراء, ونفذت دموعه
فتعبت قواه وهلك , تمدد فوق قبر اخته
فأغمض عينيه واخذ يغفو في نوم عميق
وفجأة يأتي اليه رجل لونه ازرق طويل الشعر مجعد الشعر, عينيه جاحظتان جحوظ الليل, تسيل منهما الدماء, طويل القامه, اقترب منه الرجل وقال له: ما الذي تفعله في مكان يسكنه منعدموا الروح
فأجابه والخوف يقتله ويتربع في قلبه: هل اضايقك في وجودي هنا
فقال له الرجل بصوت مريع: استغرب من مجئ امثالك الى هنا, لأن لا احد يرغب في هذا المكان.
فركع الاخ امام قدمي الرجل وقال: اخبرني هل اختي بخير, هل هي مرتاحة في قبرها, ارجوك اخبرني, هل تتعذب هنا,هل هي حزينه ام سعيدة؟ ارجوك اجبني!
قال الرجل: سأسألك بعض الاسئلة اذا اجبتني عليها فبالتأكيد ستعلم ما حال اختك.
قال الاخ ارجوك اسأل اسأل!
قال الرجل: هل اختك كانت تصلي؟
اجاب الاخ :نعم, كل صلاة في وقتها ولا تترك كتاب الله من يدها.
هل اختك كانت ترضي والديها؟
نعم, كانت الاقرب الى قلب والداي.
هل كانت اختك تمضي في امور الدنيا؟
قال الاخ: لا افهم ما تقصد!!!
اجاب الرجل: اقصد كانت تكذب , وتقول النميمة في الدنيا؟
لا ابدا , على العكس كانت تأمر بالمعروف وتنهي عن هذه الاشياء.
فقال الرجل: اطمأن ان اختك سعيدة تتربع في احدى روضات الجنة , وتشكر الله.
تنهد الاخ تنهدا طويلا وقال: الحمد لله ,الحمدلله..
قال الرجل : ان اختك تسامحك على فعلتك.
فجأة استفاق الاخ واذا بأشعة الصباح على جبينه , تخبره بغد افضل , قام ونظر الى قبر اخته وقال:
انتظريني يا اختي , ساتي اليك مرفوع الرأس امام الله وملائكته..
وهكذا اصبح الاخ يصلي ويقوم بالفروض لانه لم يكن يقوم بها من قبل
وكل هذا بسبب الحلم الذي حلمه على قبر اخته
منقووووووول