هذه حكاية شاب وسيم عمره 23 – ما يعرف عن الحب شي ولا مره بحياته حاول إنه يعرف شي عن الحب.
له طلة مقبولة واللي يشوفه على طول يحبه...
ربنا وفقه بوظيفة بس بمنطقة بعيدة عن المنطقة اللي فيها أهله – والمكان اللي توظف فيه يمشي الحال بس زيارات البنات على المكان هذا كثيرة.
وفي يوم جت وحدة ودخلت مكان وظيفته وشافت هذا الشاب ودخل قلبها بدون استئذان...
وأخذت رقم المحل لأنه موجود على اللوحة – ولما وصلت البيت اتصلت عليه وحاولت تحتك فيه بالكلام بس حست أسلوبه جاف شوي ولا قدرت تاخذ وتعطي معه..
وصارت كل يوم الساعة 11 بالليل تتصل عشان تتعرف عليه أكثر وتتكلم معه وهو ما يعرف ايش يقول بس يسمع ويقول( ايه) وما طالت الأيام على الطريقة هذي
وفي مره تشجع وسألها
( ايش الهدف من مكالماتك هذي ولوين تبين توصلين )
هي جاوبت على طول لأنها منتظره هذا السؤال ( ابغى اوصل لقلبك!!!! )
قالها أنا ما أعرف شي عن الحب ولا حتى أعرف أتكلم فيه ولا أفهم لغته..
قالت أنا بعلمك على ايديني واخليك فيلسوف حب
المهم طالت المحادثة وجت أيام وراحت أيام وعلى هذي الطريقة وهي تعلم فيه وهو يستوعب بسرعة
إلين صار الشاب يحببببببببببها من كل قلبه لدرجة انه ما عاد يقدر ينام الليل من كثر التفكير فيها ولا ياكل وبانت عليه النحافة وصار يفكر كثير ويسرح كثير وكل أصدقاؤه لاحظوا تغيره
وبعض الأحيان يذكر اسمها بالغلط وينادي اصدقاؤه باسمها وهم ما يبغون يسألونه مين هي؟
لأنه واضح وضوح الشمس انه صار يحب وأعلى مراحل الحب وصل..
مضت الأيام وصار لهم سنة على هذا الحال..
وفي يوم اتصل عليها وكان مزعوووووج وقالها انتي شفتيني وعرفتي كل شي فيني وصار لنا سنة وانا ما شفتك ولا حتى شفت صورتك..
قالت له انتظر شوي إلين يضبط وضعي واخليك تشوفني..
قال.. لا.. لا.. لازم اشوفك وما راح اقفل الخط إلين توعديني متى أشوفك..
قالت خلاص يوم الخميس الجاي راح نطلع للمكان الفلاني واقابلك هناك (والكلام هذا كان يوم السبت)
تخيلوا كيف راح يكون الانتظار من يوم السبت إلى يوم الخميس..
صار يحس انها اصعب لحظات عمره – وكان يقضي يومه كله في النوم عشان تمر الأيام بسرررررعة.
ويوم الأربعاء بدا يفكر كيف راح يكون شكلها (حلوه مثل ما هو رسمها بخياله) وكان يفكر بكل شي
واتصلت عليه يوم الخميس قالت له خلاص طالعين (هي وعائلتها) وسيارتنا كذا.. ولونها كذا.. ورقم اللوحه كذا.. قالها تمام .. اسمعي انا ما اقدر اصبر طول الطريق ابغاك تشيكين على جوالي كل دقيقتين عشان احس انك معي موجودة .. وادري انك ما تقدرين تكلمين لأن اهلك معك.. بس على الأقل كل دقيقتين شيكي.. قالت اوكي..
تحركت السيارة وهو حرك سيارته.. وصارت كل دقيقتين تجيه تشييكة..
وفجأة ...
انقطعت التشييكات أكثر من عشر دقائق..
ما قدر يصبر.. ارسل رسالة.. وما ردت عليه..
تردد بالاتصال تردد كثيييييييير... خايف يحرجها مع أهلها ..
قرر.. واتصل عليها وهو يدق على جوالها...
مرت من عنده سيارة اسعاف متجهة من نفس الطريق اللي هو يمشي فيه..
ومن كثر ماهو مخبوص نزل الجوال وأسرع ورا سيارة الإسعاف وترك الجوال يدق (معاودة الاتصال آليا) ولما وصل شاف حادث مُريع.. اكثر من رعب..
في يمين الخط.. عائلة كاملة منتثرة.. فيها أربع بنات وشايب وعجوز.. كلهم حالتهم وأشكالهم ميئوس منها بشكل خيالي..
السيارة هي نفس السيارة ونفس اللوحة ونفس اللون..
بس كيف راح يعرفها من بين البنات الأربع.. وهي ما وصفت له شكلها..
نزل مع اللي نزلوا يشوف بقايا حلمه وأمله..
صار يناظر يمين ويسار..
وحتى لو شافها ما راح يعرفها
سمع صوت جوال يرن حاول يتبع الصوت لقا وحده من البنات ماسكة الجوال وهو يرن وهي شبه ملطخة بالدم.. وما فيه أمل من أنها تعيش.. إلا بإذن الله..
شاف في الجوال اسم المتصل.. (أمل عمري)
قال يمكن هذي وحدة من صديقاتها.. وبدون شعوره رفع الجوال وطالع للاسم (أمل عمري) وفتح الرقم وكانت الصدمة انه شاف رقمه.. وطالع للبنت شاف قمر ملطخ بالدم.. كأن الجمال ما انخلق لغيرها..
وللأسف هي فارقت الحياة.. وانقلبت أسعد لحظات حياته في ثواني لأتعس أيام العمر..
والصدمة خلته ينهار وغمي عليه وانقلوه معها للمستشفى..
هي انتقلت إلى رحمة بارئها..
وهو عاش.. بس الضحكة ما عاشت بعدها يوم..
وترك الوظيفة وكره عيشته.. حتى نغمة الجوال صار يكرها..
وما يتكلم مع أحد إلا إذا كان مجبور..
وصار يكره أي أحد يجيب أبجدية كلمة حب..
وسافر عن المنطقة اللي كان موظف فيها وتعرف فيها على أمل عمره اللي انتهى فيها..
وأخذ عهد على نفسه انه ما يجي هذي المنطقة إلا في نفس اليوم اللي مات فيه حلمه وأمل عمره.. وصار كل سنة يزور هذي المنطقة.. ويمر في نفس المكان ويجلس فيه ساعة..
وبعدها يسافر وهو مكسور وحزيييييييين ...