يا أخي الإنسان في كلِّ مكان
يؤلمني ان أرى وجهَ هذه الأرضِ مغطَّى بأشلاءِ أخوتي من بني البشر ...
فأستغرب شديدَ الإستغرابِ كيف كلُّنا ندَّعي
الإيمانَ باللهِ خالقَ الوجودِ ثمَّ نفعلُ بخليقتِهِ وبعبادِهِ ما نفعل ...
نقتلُ ونذبحُ وننكِّلُ بأخوتنا ، عيال الله وعبادهِ ثمَّ نصلِّي ونسجدُ ونتضرَّعُ إليهِ .
أليسَ هذا هو النِّفاقُ والمراآة والكفرُ بالله ؟؟ كيف من يؤمنُ بالخالقِ يقتلُ ويذبحُ ويدمِّرُ خليقةَ الله ؟؟
وهل لكلِّ إنسان خالق ؟ وهنا تتعدَّدُ الآلهة ويضيعُ الإيمان ...
وإذا كان هناك خالقٌ واحدٌ أليس كلُّنا عبادهُ وعيالهُ ؟؟؟
فكيف نفعلُ ما نفعل ؟؟؟
عهودٌ سحيقةٌ مضتْ ومرَّتْ والإنسانُ لا يعبدُ إلاَّ ذاتَه وشهواتِه وأنانيته ومصالحه... ألم يحنِ الوقتُ بعد لنتعرفَ على الخالِ الحقيقي خالق الوجود وكل الموجودات؟؟
ألم يحن الوقتُ بعد لنكفرَ بهذا الإله الذي نعبد والذي ليس هو إلاَّ صورة ذاتنا البشعة النرجسية المغرمة والمغمسة بالدماء والتي لا تمثِّل إلا صورة الشيطان؟؟؟
حاشا لله خالق الوجود أن يكون إلهنا ، من نعبد وخاصة في هذا الزمان هو الشيطان هو الشر والشرير ....
هلمَّ يا أخي ... هلمَّ بنا لنعبدَ خالقَ الوجود الواحد الأحد الذي لا تحدُّه حدود ولا تحجِّمهُ ديانات ومذاهب ..
هلمَّ بنا نتمحورُ حولهُ لأنه هو وحده من يفتحُ عيوننا لنراه على حقيقته ،
إلهاً يتعالى ويتسامى عن صورِ الألوهةِ المترسِّبةِ في أعماقِ ذواتِنا الناقصة والخاطئة ..
صورُ الله في ذواتنا نحن البشرصورٌ ناقصةٌ مشوَّهةٌ كنفوسِنا وحاشا لله وألف ألف حاشا أن يكون ناقصاً ومشوّهاً كنفوسِنا ...
أدعوك يا أخي بكل حب وإخلاص ووفاء وتجرد أن تسيرَ معي وأسيرَ معك في طريق التعرف على الله الخالق الحقيقي للوجود ولنا جميعاً ....
وكلُّ عام والبشريةُ جمعاء بخير وهي تسير في طريق الحق والحقيقة ....
حكمت نايف خولي
يــا أخــي
يا أخي في كـُلِّ أصْقـاع ِ الـوجود ِ ..... في الـبِـِلاد ِ الأمِّ أو عَـبْـرَ الحُـدود ِ
في المَراعي بـيـنَ ذرَّات ِ الـنـَّدى ..... في ظلام ِ الـغـاب ِ ما بيـنَ الفـُهود ِ
في الصَّحارى بينَ كـُثبان ِالثـَّرى ..... في قصور ِ العِزِّ في العَيش ِالرَّغيد ِ
قـد حَـبـانـا الله ُ روحـا ً واحِـــدا ً ..... وَسَقــانـا من شـَـذى َنـبْـع ِ الخـُـلود ِ
فاغـْـتسَلـْنـا في بُحَـيـرات ِ السَّنا ..... وَأتـَيـنـا الكـَون َ سَـيـلا ً من وُعـود ِ
لِـَنـشيـد َالأرْضَ جَـنـَّـات ٍ عـلى ..... راسِـيـات ِ الـعَـدْل ِ والحَـقِّ الأكـيـد ِ
َنـنـْـشـُرُ الـحُـبَّ شِغـافـا ً واقـيـا ً ..... من حِراب ِالبُغـْضِ ِ وَالشـَّرِّ الحَقود ِ
من ُلحون ِ النـُّور ِ َنـبْـني هَيكـَلا ً..... َنـعْـبُـدُ الله َ عـلى الـحِسِّ الـرَّشـيـد ِ
خالـِقُ الأكـْوان ِ روح ٌ مُطـْـلـَقٌ ..... غـيـرُ مَحْـدود ٍ بِـكـَوْن ٍ أو وُجـود ِ
َغـيـرُ مـأسـور ٍ بِمَـفـْهـوم ٍ ولا ..... يَـتـَـدَنـَّى مـن مَـعـان ٍ فـي َنـشـيـد ِ
***
في كهوف ِ الجَّهْل ِعشـْنا أدْهُرا ً..... نعْشـَقُ الظـُّلم َ وََنسْتهْوي الحَــرام ْ
َنـتـَغـنـَّى بـِِبُـطـولات ِ الــقـَـنــا ..... وَبِــأمْـجـاد ِ أنـاشـيـد ِ الـحُســــام ْ
َنـنـْشُرُ الرُّعْبَ وَألـْحان َ الرَّدى ..... ُنشـْعِل ُ الأرْضَ َلهيـبا ًمن ضِرام ْ
وعــلـى وَيـلاتِـهـا َنـبْـني لـنـا ..... صَرْحَ مَـجْـد ٍ مـن دَمـار ٍ وَحِمـام ْ
أيُّ رَب ٍّ يا أخي يَرْضى بِـِمـا ..... يَفـْعَل ُ الإنـْسانُ من َشرٍٍّ عُـقــــام ْ
أيُّ رَبٍّ شَرَّع َ الحَرْب َ الـَّتي ..... َتفـْرُشُ الأرْضَ جُسـوما ً وَعِظام ْ
وَُترَوِّي التـُّرْبَ من سَيل ِ الدِّما ..... َتـبْـذ ُرُ الحِـقـْـدَ وََتسْـقـيه ِ السُّمــام ْ
وَجَـنى الشـَّـرِّ هَـلاكٌ لـلـورى ..... َوجَـحـيـم ٌ وَتِـــلال ٌ مـن رُكـــام ْ
َطوَفان ُ الشـَّرِّ يَطـْغى جـارِفا ً..... جَبَروت َ العِزِّ ُطـغـيان َ الطـُّغام ْ
وَيُـبـيـدُ القـَصْرَ في َنعْـمــائِـه ِ..... يَهْــدُم ُ الـكـوخ َ وَأحْلام َ الأنـَــام ْ
يا أخي أقبلْ لكي َنـبْـنـي َغـــدا ً..... جَــنـَّـة ً من َفـيـض ِ حُب ٍّ وَوِئام ْ
َندُْفن ُالأحْـقاد َفي ُتـرْب ِالمُنى ..... نـزْرَع ُ الـوَرْدَ وَأزْهارَ السَّــلام ْ
َنـنـْسُجُ العِلـْم َ شِراعـا ً آمِــنـا ً..... ُسلـَّمــا ً يَـرْقى بنـا أعـلى مَقــام ْ
َنـرَْفـَعُ الوَعْيَ سِــراجا ً عاليا ً..... لِيُضيءَ الأرْضَ من بَعْـدِ الظـَّلام ْ
َنشْبُك ِ الأيــدي لِنـَبْـني عالـَما ً..... يَـتـَسامى دون َ عِـنـْف ٍ أو صِدام ْ
يَتـَعـالى فوْقَ أضـْغان ٍ وَحِقـْد ٍ..... يَـتـَـفـانـى نـاشِـدا ً أسْـمى مَــرام ْ
حكمت نايف خولي / من قبلي
من ديوان للروح أزاهير وثمار