طالَ ليلُ البؤسِ
طالَ ليلُ البؤسِ واشتدَّ الأسى.... وتهاوى النُّورُ في جوفِ الظَّلامِ
وتردَّى العقلُ مدحوراً إلى ..... لغطٍ يهذي وهذرٍ في الكلامِ
واستحالَ النَّاسُ في عتمِ النُّهى ..... لقطيعٍ من لصوصٍ وطَغامِ
لقطيعٍ من وحوشٍ حلَّلتْ ..... واستباحتْ كلَّ أشكالِ الحرامِ
فانزوى الحقُّ كئيباً بائساً ..... وهوى العدلُ صريعاً في الرَّغامِ
وتفشَّى الحقدُ فاجتاحَ الجِوا ..... أشعلَ الأرضَ لهيباً من ضِرامِ
فغدا المعبودُ شرَّاً باعثاً ..... لمزيدٍ من شرورٍ وانتقامِ
باسمهِ الإجرامُ أمسى مذهباً ..... ينشرُ الفُرقةَ ما بين الأنامِ
ينفثُ التَّكفيرَ سُمَّاً قاتلاً ..... فيُحيلُ الأرضَ ساحاً للخِصامِ
ويُجيزُ القتلَ إرضاءً لمن ..... هو كالطَّاغوتِ في شرعِ الِّلئامِ
ينحرُ الإبنُ أباهُ طامعاً ..... بجزاءٍ وعلوٍّ في المقامِ
ويُبيحُ الذَّبحَ شرعاً حالماً ..... بالجواري وبأنهارِ المدامِ
وكأنَّ النَّاسَ أسرابُ القطا ..... أو قطيعٌ من دوابٍ وهوامِ
أيُّ ربٍّ يرتضي هذا الذي ..... أرعبَ الكونَ بأهوالٍ جِسامِ
زلزلَ الأركانَ هدَّ المبتنى ..... حوَّلَ العمرانَ قفراً من رُكامِ
وسقى التُّربَ سيولاً من دمٍ ..... فرشَ الأرضَ بِساطاً من عِظامِ
نحن لا نعبدُ ربَّاً مجرِماً ..... يهدُمُ الدُّنيا بغِلٍّ وانتقامِ
بل إلهاً عادلاً في حكمِهِ ..... خالِقاً يحنو على كلِّ الأنامِ
يبرأُ الكونَ بعطفٍ وارفٍ ..... يحضنُ الخلقَ ويقضي بالسَّلامِ
نحن منه كلُّنا عبَّادُهُ ..... أخوةٌ نحيا بحبٍّ ووِئامِ
نرتجي منه صلاحاً للورى ..... ومزيداً من وفاقٍ وتسامي
من قبلي انا حكمت نايف خولي
من ديوان حلمي أهيمُ مع الفراشِ ِ