لا أعرف ولا يمكنني تخيل
حجم الكارثة التي كانت ستقع على رأس الأمة العربية عموما ولبنان خصوصا
فيما لا سمح الله توفيت هيفاء وهبي بحادث اصطدام طائرة بسيارتها أثناء
تصويرها لفيديو كليب ..
لا بد ان ثورة أرز ثانية كانت ستشتعل لولا
ان تلطفت العناية الإلهية بهيفاء حيث تحول وقود الطائرة إلى ما يشبه
الحرير على قدها المياس .
ولكننا سنفترض جدلا ( وبعيد الشر عن قلب هيفاء ) أن هذا الحادث قد أدى إلى وفاتها ، كيف ستكون ردة الفعل السياسية على ذلك وسط
الأجواء المحقونة أصلا في لبنان :
على الفور سيصعد رئيس كتلة المستقبل سعد الصغير ليتهم سوريا بمحاولة اغتيال هيفاء وهبي ويعلن أن مسيرة هيفاء هي امتداد لمسيرة
الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وان الهدف من محاولة الاغتيال هو ترهيب عناصر 14 شباط سيما وأن سيقان هيفاء وهبي هي عضو فاعل والمحرك
الأساسي لهذه الحركة ويعلن تصميمه على بوس الواوا حتى الواوا يصح وسيختم كلامه بعبارة : ستبقى هيفا .. ستبقى هيفا .
أما النائب وليد جنبلاط فبعد ان يضرب الحشيش الكولومبي الخاص به فسيطل برقبته الملتوية ليسب ويشتم ويترنح كالسكران وهو يتهم التحالف
السوري
– الفارسي وأعوانهم في لبنان ولا سيما سلاح الغدر بتدبير محاولة اغتيال
هيفا التي يعتبرها بمثابة الشهيدة الحية أسوة بنظيرها مروان حمادة .
ميشو نايلة معوض سيدفشوه إلى المنصة وسط دعاء والدته وسيخاطب الجماهير قائلا : بدنا الحئيئة هلء......
أما الدكتور ( بلا صغرة ) أحمد فتفت فسيدعوها إلى حفلة شاي مقدما لها وسام ثكنة مرجعيون برتبة ( فارسة ليبتون ) .
أما مسيو فؤاد السنيورة فستتورم عيناه من الدموع الغزيرة المنهمرة على شفتيه المعوجتين أصلا وسيحمل المعتصمين في ساحة الشهداء
مسؤولية استمرار حملات الاغتيال في لبنان وسيوجه الشكر لكل المانحين الذين سيتبرعون لجيبه الخاص .
أما برايمرتس فسيذكر أن الطائرة قد شاهدها زهير الصديق بعينيه اللتين سيأكلهما الدود وهي تجهز وتلغم بمعسكر الديماس في الزبداني وان
الشاهد
المقنع زورو كان بساحة الجريمة ساعة وقوع محاولة الإغتيال وان هنالك هاتف
من عالم الغيب اتصل به وقال له : هسام .. هسام .. انقلع
من هنا ...انقلع من لبنين ( لبنان ).
آملا بعد ذلك من الجميع ان يدركوا أهمية هيفاء وهبي بحفظ التوازن السياسي القائم في المنطقة والحمد لله على السلامة