في كل صباح تدخل المعلمة إلى مكتبها تجد رسالة من الطالبة رانية فيها تبث هذه الفتاة كل مافي قلبها من حب وإعجاب وحنان دون ارتياب وكأنها تكلم أمها :أرجوك ياأستاذة أحسبيني ابنة لك فأنا أحبك وأودك أريد يوما أن تسمعيني أنا رانية مدي إلي يدك الحانية فالكل لا يريد أن يسمع وعن الإنصات يتورع ..وتعتذر المعلمة إلى رانية :ادعي الله يارانية أن يخفف عني عبء الحصص الكثيرة فليست الأوقات لدي وفيرة ,,,فاعذريني ولا تلقي علي لوما فأنا مشغولة دوما . ويهدأ روع الفتاة وتنتظر اللقاء مع معلمتها ولكن في عينيها كلام كثير وفي داخلها حزن وفراغ كبير تحتاج إلى من يسمعها ...ربما قد فقدت أمها !!!!!وتتالى الأيام ورانية على نفس النظام تتصل عيونها بعيون معلمتها بخيوط من الحزن دفين .وذات يوم كانت الفتيات منشغلات بالتحضير لرحلة مدرسية ورانية منشغلة بموعد مع مدرستها... وتبادر رانيه بصوت متقطع : معلمتي هل تجلسين مع بناتك؟ بناتي طبعا يارانية ألا تجلسين مع والدتك أم أنك منشغلة عنها وكأن المعلمة بهذه الكلمة قد فتحت صمام الأمان عن شلال من الدموع كان مدفونا بين تلك الضلوع ففاضت العيون وذرفت المآقي .لا ياأستاذة فإن أمي دائما في إنشغال ولا نخطر لها على بال فهي في الطابق الأعلى دائما أمام التلفاز أو في يدها الجريدة تحل الألغاز أو تكلم صاحباتها على الهاتف والسائق ينتظر خروجها على الباب واقف ,وحين نرجوونتوسل منها أن نراها ونكحل عيوننا بمرآها تصرخ وتزجروتعتذر بكثرة المشاغل وتراكم المشاكل .أريد أما أريد أما!!!!! ويبدو بكاؤها وكأنه النحيب ولكن من يجيب والداء مستفحل دون طبيب وتربت المعلمة على كتفها!!!ليكن الله معك ياابنتي وتكفكف الدموع التي انهمرت كالشلال وتدعو للأمهات أن يتركن تلك الخصال ويبادرن بناتهن الحب والوصال وتنظر بعطف إلى تلك الفتاة الضائعة كزهرة تاهت بين الأشوك أو لؤلؤة صافية الشعاع غاصت في أعماق البحار فلم تعرف لنفسها قرار ...وأصبحت تردد : ليرعك الله وليبصر الأمهات بحق الأولاد والبنات