إنها ابنة عمي يا أستاذة
بدأ العام الدراسي وتدافعت الفتيات الصغيرات لتأخذ كل واحدة منهن مكانا متميزا في الصف لتستطيع دائما أن ترفع الأيدي والأكف وتكون على دراية بما يدور في الصف وما يلف وتتابع ما تكتب المعلمة على السبورة ولا تقع في مأزق وحيرة.
وهكذا اختارت كل واحدة منهن مكانا إلا اثنتين وقفتا متسمرتين في نفس المكان تتخاصمان على اختيار طاولة تظنان أن مكانها متميز وبوسط الصف متمركز.
ودخلت المعلمة ووقفت الطالبات لتحييها وببدء العام تهنئها ولكن الاثنتين منشغلتين بالطاولة تتدافعان وتنظر كل واحدة منهما للأخرى نظرة عبوس وكأنها قد رأت كابوس ورجليهما بقوة على الأرض تدوس , هذا مكاني لابل مكاني أنا اخترته قبلك وأنا احلم به طوال زماني ..بل هو لي فتنحي ولا تضطريني لضربك ومن الألم تعاني ..وهنا تقف المعلمة مشدوهة أمام هذه المشاجرة والمضي في المناحرة ماهذا؟؟ إلى متى هذه الشوشرة وكثرة الثرثرة لتجلس كل واحدة في مكان ونبدأ الدرس فعليكما بالإنصات والسكوت فان الوقت للدرس يكاد يفوت.
وهنا تهدا العاصفة وتتبادل الاثنتين المسامحة وتبادران إلى المصافحة .
ما اسميكما؟.أنا ريما الفلاني وأنا ديما الفلاني وترد المعلمة .أوه هل أنتما قريبتان . لالا يا أستاذة بل تشابه في الكنى والأسماء.والله ما هذا الادعاء! لا باس عليكما ...اجلسا وللكلمات احبسا.
وتمر السنين والمعلمة ما تزال تذكر ذلك اليوم الذي التقت فيه بهاتين الطالبتين وإجابتهما الغريبة التي تبعث في النفس الشك والريبة وبينما المعلمة غارقة في التصحيح وإذا بإحداهما تأتي وتصيح يا أستاذة فاطمة الم تعرفي أخر الأخبار ؟ ماذا يا ريما هل خرج اليهود الغاصبون أم حررت فلسطين أم بعث صلاح الدين؟ لا يا معلمة انه أعظم .والله أعظم . وانأ لا اعلم . نعم هل تعلمين أن ديما ابنة عمي وان جدها جدي وأبوها أخي لوالدي.وتقف المعلمة مشدوهة فاغرة فمها ماذا تقولين ومتى علمت ذلك ؟لقد علمت ذلك اللحظة يا أستاذة وترد المعلمة وهل مرت تلك الأعوام ولم تعرفي ذلك لا في اليقظة ولا في المنام .نعم والله هل تذكرت يوم تخاصمنا وعلى المكان تدافعنا .نعم اذكر ذلك...وهنا تتراقص الصور أمام ناظر المعلمة ويعظم أمامها الأمر وتكاد الأرض تدور وتقول ماهذا الزمان تتشاجران على المكان منذ سنين وأبويكما أخوان ,تبا لهذا الزمان .!الذي ضاعت فيه القرابة والنسب وأصبح الناس يتعاملون بالمصالح والإرب ولا مرحبا بزمان تاه فيه الناس وسط الزحام